يحتفل العالم غداً الخميس باليوم الدولي للعمل البرلماني الذي يوافق 30 يونيو من كل عام، ويوافق هذا التاريخ ذكرى تأسيس الاتحاد البرلماني الدولي عام 1889. وقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في مايو عام 2018 هذه الذكرى مناسبةً سنويةً للاحتفال بالبرلمانات، التي تقوم بدور بالغ الأهمية على صعيدَي عملية التشريع والرقابة على أداء الحكومة. وتحتفي دولة الإمارات بهذه المناسبة كل عام، تأكيداً لأهمية تجربة المجلس الوطني الاتحادي، الذي حقق الكثير من النجاحات، وشهدَ قفزةً نوعيةً مهمةً، سواء على صعيد عملية تشكيله، أو على صعيد الدور الذي يؤديه بوصفه مؤسسةً رقابيةً في النظام السياسي.
ويرجع الفضل في تحقيق هذه القفزة إلى برنامج التمكين السياسي الذي أعلنه المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه»، في عام 2005، الذي وضع خارطة طريق ملهمة للارتقاء بالعمل البرلماني في الدولة، وتمكين المجلس ليكون أكثر قرباً من قضايا المواطنين وأولوياتهم الرئيسية، وسلطةً داعمةً للسلطة التنفيذية.
وفي الواقع، فإن تطور الحياة البرلمانية قد تزامن مع تطور الدولة منذ تأسيسها في الثاني من ديسمبر عام 1971 على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، الذي كان يرى في الشورى نهجاً أساسيّاً لدعم ركائز دولة الاتحاد وترسيخ دور مؤسساتها المختلفة في خدمة المواطن وتقديم كل ما يحتاجه من خدمات معيشية، وقد أسهم هذا النهج في بناء أفضل العلاقات بين القيادة والمواطنين، الذين يكنّون كل الولاء للقيادة الرشيدة، ويحملون كل مشاعر الحب والانتماء لوطنهم المعطاء. وقد كان المجلس الوطني الاتحادي طيلة مسيرة الدولة، وعلى مدى أكثر من نصف قرن، شاهداً ومشاركاً فاعلاً في مسيرة الإنجازات التي تحققها دولة الإمارات على الصعيدين الداخلي والخارجي، وإذا كان الدور الذي يقوم به المجلس على صعيد السياسة الداخلية بات جليّاً وواضحاً مع حرص القيادة الرشيدة على تعزيز اختصاصاته وتفعيل دوره بشكل مستمر، فإنه من المهم التأكيد أن دوره الخارجي لا يقلّ فاعلية وأهمية، فالمجلس يشكل مصدراً مهمّاً من مصادر القوة الناعمة للدولة على المستوى العالمي.
وفي ظل طموحات الدولة لتحقيق أهداف مئوية الإمارات 2071، وعلى رأسها أن تكون الدولة رقم واحد على الصعيد العالمي، فإن المجلس الوطني الاتحادي يعدّ أداة مهمة لتحقيق هذه الأهداف، وثمة رهانات كبيرة على الدور الذي يمكن أن يقوم به في هذا السياق، وهي رهانات مبنية على ما يشهد من تطور كبير يؤهله بالفعل لمواصلة دوره الفاعل في المسيرة التنموية للدولة.
* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.